كتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل في بدايات القرن التاسع عشر ، وبينما كان العرب يعيشون على حلم التحرر من الاستعباد العثماني البغيض الذي مارس سياسة التتريك ، كانت مجموعات من رواد النهضة الشعرية العربية ، تحاول جاهدة ان تشحذ الهمم وان تلم شعث القوم من خلال ديوان العرب ” الشعر ” ومن خلال التمسك باللغة العربية والحفاظ عليها من الضياع . ومن هؤلاء الرواد : 1 ) الشاعر نقولا الترك : شاعر من لبنان ، كانت ولادته في 1763م ، ومنذ بواكير حياته كان ميالا للعلم والادب والمعارف ، سافر الى مصر لفترة وجيزة عاد بعدها الى بيروت ، رافق الامير بشير الكبير واصبح نديمه ، كان شعره لا يرقى الى الشعر العربي المتماسك لغة واسلوبا وموسيقى ، لكن الشعر في زمانه كان هكذا . توفي في 1828م ، وله ديوان شعر .
2 ) اسماعيل الخشاب : ينحدر هذا الشاعر من عائلة كادحة ، حيث كان ابوه نجارا . الخشاب ولد في مصر ، عاش حياة بائسة يعتاش على رزق متواضع جدا ، لكنه كان مواكبا ومكبا على تحصيل الادب والمعرفة ، وعندما دخل الجيش الفرنسي الى مصر ، تحسنت احواله المعيشية بعض الشيء . توفي في 1815 م . وما زال ديوانه يقبع في زوايا المكتبة التيمورية . شعره يتسم بالضعف والركاكة لانه من شعر فترة الانحطاط الثقافي والمعرفي .
3 ) الشاعر الشيخ امين الجندي : وهو من حمص في بلاد الشام ، كانت ولادته غير معروفة التاريخ الا ان وفاته كانت في العام 1841 م ، له ديوان شعر اغلبه من الموشحات ، ويقول عنه الباحث حنا الفاخوري ” وموشحاته لا تخلو من طرافة وسلاسة وعذوبة ، وقد نسجها نسجا رقيقا ونوعها مااستطاع التنويع وبث فيها من روحه وفنه وذوقه ” .
4 ) الشاعر بطرس كرامة : ايضا من مواليد حمص في الشام عام 1774م ، انتقل الى لبنان حيث توالت زياراته الى الامير بشير الشهابي الكبير ، الذي احتفى به وفربه واصبح مدير اعماله . وعندما نفي الامير فان كرامة قد رافقه الى مالطة ثم الى القسطنطينية . له ديوان شعر مطيوع ” سجع الحمامة في ديوان المعلم بطرس كرامة ” . توفي في العام 1851م .
5 ) الشاعر عبد الغفار الاخرس : وهو شاعر من بلاد الرافدين ولد في مدينة الموصل ، عام 1805م ، ثم انتقل الى العاصمة بغداد ، وفي بغداد جالس العلماء ورجال الفكر والمعرفة ، كما زار البصرة وتقرب من اعيانها وكبار الادباء فيها ، وله ديوان شعر اغلبه من شعر الهجاء المقذع . توفي في البصرة 1875م .
6 ) الشاعر علي الدرويش : ولد في القاهرة من ارض الكنانة ، عام 1796م ، حصلت له علاقات مع الخديوي عباس ثم اصبح شاعر البلاط . له ديوان شعر كان يحمل عنوانا ” الإشعار بحميد الأشعار ” . وقد وصف شعره بانه شعر المراهقة والسذاجة الادبية ، توفي في القاهرة عام 1853م .